قد تُصابين بالفزع مِن الوهلة الأولى لمجرد معرفة أن مستحضرات العناية بالبشرة التي تستخدمينها تحتوي على أحماض. لكن هذا التخوّف لم يعُد مُبررًا حاليًّا، لا سيما مع ازدياد استخدام أحماض العناية بالبشرة في العديد من المنتجات عالية الجودة مِن أجل التخلّص من الخلايا الميتة وتقشير الجلد وترطيبه، فضلًا عن تأثيرها الفعّال في التخلّص مِن البقع الداكنة ومقاومة علامات الشيخوخة المتمثّلة في تجاعيد البشرة والخطوط الدقيقة، وفي النهاية مَنح بشرتكِ الرونق والنضارة المطلوبين.
ومع توافر العديد من هذه المستحضرات في الأسواق قد تُصيبكِ الحَيرة عند اختيار المُنتج المناسب لكِ ولنوع بشرتكِ. فهل تستخدمين المستحضرات التي تحتوي على حمض اللاكتيك أم حمض الستريك؟ هل تأمنين الاستعانة بمُنتج مُعين رغم حساسيتكِ ضد اللاكتوز أو منتجات الألبان أم لا؟ هل لو قمتِ بفرك وجهكِ بالليمون سيغنيكِ هذا الأمر عن الاستعانة بكريم يحتوي على واحد مِن أحماض العناية بالبشرة؟
حسنًا، كلها أسئلة مشروعة، لذا قرّرنا أن نضع بين يديكِ دليلًا شاملًا يضمّ أهم الأحماض المفيدة للبشرة، كما ستعرفين أيًّا مِن هذه الأحماض سيُلائم نوع بشرتك على وجه التحديد.
أنواع الأحماض الهيدروكسية
لا داعي لأن تكوني خبيرة في الكيمياء لتعرفي الحمض المُناسب لبشرتكِ أو ما هي الأحماض الهيدروكسية والاختصارات العلمية الخاصة بها. لكن، يُمكن أن نقول إن هناك ثلاثة أنواع أساسية مِن الأحماض موجودة في أغلب مستحضرات العناية بالبشرة، وهي أحماض الألفا-هيدروكسي (AHA) والبيتا-هيدروكسي (BHA)، وأخيرًا البولي-هيدروكسي (PHA). وتعالوْا نتعرّف على كلّ منها على حدة بالتفصيل:
1- أحماض الألفا-هيدروكسي (AHA):
هي أحماض قابلة للذوبان في الماء مستخرجة من الفواكه السكّرية. رغم أنّها تتشابه مع أحماض البيتا-هيدروكسي (BHA) في أن كلتَيْهما تساعد على تقشير البشرة فإن أحماض الألفا-هيدروكسي (AHA) تميل إلى العمل على سطح البشرة فقط، فضلًا عن تفتيحها وتنعيم مسامها. تقوم هذه الأحماض بالتخلّص من خلايا الجلد الميتة وتحفيز إنتاج مادة الكولاجين، بخلاف القضاء على مشكلة تفاوت لون البشرة؛ إذ تُساعد على تقشير سطح البشرة حتى تولد خلايا الجلد الجديدة المصطبغة بشكل متساوٍ وتحلّ محلها. عندها، ستشعرين بأن بشرتكِ أصبحت أكثر نعومة وحيوية عند لمسها! ننصح باستخدام المُنتجات التي تحتوي على أحماض الألفا-هيدروكسي (AHA) مع البشرة العادية والجافة وكذلك البشرة الفاتحة أو تلك التي تضرّرت مِن أشعة الشمس. مِن أمثلة هذه الأحماض يُمكن ذكر حمض الجليكوليك وحمض الستريك وحمض اللاكتيك.
2- أحماض البيتا-هيدروكسي (BHA):
تتميّز هذه الأحماض بقابليتها للذوبان في الزيت، كما أنها تعمل على اختراق مسام الجلد للتخلّص من الخلايا الميتة والقضاء على الرؤوس السوداء والبيضاء وأيضًا الدهون الزائدة. تساعد مكوّنات أحماض البيتا-هيدروكسي (BHA) على الشفاء مِن ندوب حب الشباب كما أنها تلائم أكثر الأشخاص ذوي البشرة الدهنية الذين يعانون من البثور والرؤوس السوداء والبيضاء وأيضًا أصحاب البشرة المعرّضة لحب الشباب والالتهابات الجلدية والدمامل. مِن أمثلة هذه الأحماض يُمكن ذكر حمض الساليسيليك.
3- أحماض البولي-هيدروكسي (PHA):
تتكوّن مِن مجموعة من الأحماض تعمل بوتيرة بطيئة، وهي تتميّز بحجمها الجزيئي الكبير ما يساعدها على اختراق مسام الجلد تدريجيًّا، وهو ما يُترجم إلى تقشير البشرة بطريقة ألطف وأقلّ حدّة دون تهيّجها أو احمرارها. تناسب أحماض البولي-هيدروكسي (PHS) الأشخاص ذوي البشرة الحسّاسة أو الجافة أو هؤلاء الذين يعانون مِن الإكزيما أو مرض حب الشباب الوردي. تأتي أحماض البولي-هيدروكسي (PHA) كذلك غنية بمضادات الأكسدة كما تجتذب الرطوبة لتعزيز ترطيب البشرة. مِن أمثلة هذه الأحماض يُمكن ذكر حمض الجلوكونولاكتون وحمض الجالاكتوز.
دعونا نؤكّد على شيء ما، أن معظم أحماض العناية بالبشرة هو على الأرجح مكوّنات نشطة تتميّز بخصائصها المضادة للأكسدة، وهو ما يعني أن لها تأثيرًا كيميائيًّا ملموسًا على مظهر البشرة وشكلها. لكن، لن يَظهر هذا التأثير بين ليلة وضحاها؛ إذ يحتاج الأمر إلى بعض الوقت والمثابرة على استخدام هذه المُنتجات. وتذكّري يا سيدتي أن روما لم تُبنَ في يوم واحد وكذلك بشرتكِ النضرة الصافية والمتألّقة لن تحصلي عليها في يوم واحد!
ما الحمض المناسب لنوع بشرتكِ؟
قبل أن تهرعي يا سيدتي لشراء كريم أو جل أو مقشّر للبشرة يحتوي على أحد أحماض العناية بالبشرة بطريقة عشوائية يجب أن تجيبي عن هذا السؤال: ما الحمض الذي يناسب نوع بشرتكِ؟ حسنًا، إذا كنتِ تبحثين عن مستحضر يمنحكِ بشرة خالية من التجاعيد أو مرطب مثالي لبشرة تعاني من جفاف حاد وتشقّقات فإن الإجابة هي أحماض الألفا-هيدروكسي (AHA). أما إذا كنتِ تريدين علاجًا لندوب حب الشباب فعليكِ بأحماض البيتا-هيدروكسي (BHA). وأخيرًا، إذا كانت بشرتكِ حسّاسة فيفضّل أن تستعيني بأحماض البولي-هيدروكسي (PHA).
وتذكّري كذلك أنه حتى مع كل مجموعةٍ تَندرج ضمن أحماض الألفا-هيدروكسي (AHA) أو البيتا-هيدروكسي (BHA)، هناك بعض الأحماض ذات التركيز الأقوى من غيرها، مثل حمض الجليكوليك، بينما هناك أحماض أكثر اعتدالًا مثل حمض اللاكتيك. ننصحك بالقيام بـ"اختبار الرقعة" (Patch Test) لتشخيص الحساسية الجلدية قبل استخدام أي مستحضر جديد (قد تشعرين بوخز خفيف أو قشعريرة، وهذا أمر طبيعي، لكن سيدوم لفترة وجيزة فقط). ودائمًا احرصي على أن لا تضعي المستحضرات التي تحتوي على تلك الأحماض إلا في الليل، مع دَهن بشرتك بواقي الشمس في أوقات النهار. وفي جميع الأحوال، مِن الأفضل استشارة طبيب جلدية متخصّص مع الأمراض الخطيرة والحالات الحادّة المُستعصية.
وبعد أن قُمنا معًا باستعراض الدليل المتكامل للأحماض الضرورية والمفيدة للبشرة، تفقّدي سيدتي مجموعتنا المميّزة لمستحضرات العناية بالبشرة من أجل أن تجدي مقشّر البشرة المناسب لكِ.
ملحوظة: لا تضعي عصير الليمون على وجهكِ! فبالرغم مِن أنه غني بحمض الستريك فإنه قد يحتوي كذلك على بعض المواد الكيميائية الضارة الأخرى.