عندما تنبّه العالَم مؤخرًا إلى شاي الماتشا (Matcha) وفوائده الصحيّة العديدة، لا سيما مع ظَهوره على أغلفة المجلات المَعنية بالصحّة والرّشاقة وكذلك ضمن قوائم الأطعمة والمشروبات في أفخم وأرقى المطاعم العالمية، ظنّ البعض أنّه ليس إلا "ظاهرة جديدة" لن تَلبث أن تُثير ضجيجًا ثمّ تختفي. لكن، ومع ازدياد شعبية منصّة "إنستغرام" خلال السنوات الأخيرة، سُرعان ما حلّ هذا الشاي الأخضر الغني بالفوائد الصحيّة ضيفًا على موائد طعامنا وأصبح جزءًا مُهمًّا مِن روتيننا اليومي للعناية بالصحة والجمال. وبفضل دعم واهتمام النجوم والمشاهير من أمثال "غوينيث بالترو" و"جيسيكا ألبا" و"سيرينا ويليامز" وأيضًا نجم الراب "ديريك"، ذاع صيت شاي الماتشا وطبقت شهرته الآفاق.
ومثلما عوَّدتكم Qiyorro دائمًا تزويدكم بكلّ ما هو جديد وحصري في عالم الصحة والجمال، تعالوْا نتعرَّف معًا على مكوّنات ذلك الشّراب "المعجزة" الذي يُعد مِن أهم الأغذية فائقة الجودة "سوبر فود"، وهي أطعمة تُحارب كثيرًا مِن الأمراض وتوفّر الشَّبع دون إضافة الكثير من السّعرات الحرارية.
ما هو شاي الماتشا؟
شاي الماتشا ليس بالجديد؛ إذ جرى اكتشافه قبل قرونٍ عديدةٍ ماضية، بل وربما عن طريق الصّدفة كذلك! هناك أسطورة تقول إن الصّدفة لعبت دورًا كبيرًا في اكتشاف إمبراطور صيني لهذا الشّراب "السحري" بعدما سَقطت أوراق إحدى النباتات في قِدر به ماء مغلي. ومنذ ذلك الوقت، ارتبط الماتشا ارتباطًا وثيقًا بطقوس تناول الشاي التي تَنبع مِن التقاليد الصِّينية واليابانية القديمة، وباقي القصّة معروفة لدى الجميع!
كلمة "ماتشا" تَعني حرفيًّا "مسحوق الشَّاي" في اللغة اليابانية، ويُستخرَج شاي الماتشا الياباني مِن نفس شجرة الشاي الأخضر لكنّه يحتوي على فوائد صحية أكبر بكثيرٍ، وتَكمن أبرز الاختلافات بينهما في أنّ شاي الماتشا يتم حَصد كامل أوراق نباتاته وطهيها على البخار وتجفيفها، على عكس الشاي الأخضر الذي يتم استخدام جزءٍ فقط مِن أوراقه في تحضيره.
أمّا عن أبرز الفوائد الصحيَّة لشاي الماتشا، فيُمكن تلخيصها في النقاط التالية:
1- رفع مستويات الطاقة والتحمُّل
رغم احتواء الشاي الأخضر على مادة الكافيين بشكل طبيعي فإن شاي الماتشا يحتوي على ثلاثة أضعاف تلك المادة المُنبّهة. لكن، لا داعي للهلع، فلن تُعاني مِن عدم انتظام ضربات القلب أو التهيّج وغيرهما مِن الآثار الجانبية، لأن الكافيين سيسري داخل الجسم ببطء (خلال ٦ إلى ٨ ساعات)، وهو ما يعني تجنّب الإفراز المفاجئ لهرمون الأدرينالين أو ارتفاع الأنسولين في الدم.
2- الاسترخاء وتحسين الحالة المزاجية
لمئات السنين، حَرص الرّهبان الصينيون والبوذيون على تناول شاي الماتشا الأخضر بوصفه وسيلة تُساعدهم على الاسترخاء والتأمّل. يعود الفضل في ذلك إلى احتوائه على الحمض الأميني L-Theanine الذي يحثّ على الاسترخاء والرّاحة وخفض مستويات القلق والتوتّر. ولا تُساعد هذه الأحماض الأمينية في تحسين مُعدّلات الاسترخاء فقط، بل تساعد كذلك على تحسين إنتاج هرمون الدوبامين الذي يُعرَف باسم "هرمون السعادة"، فضلًا عن تنشيط موجات ألفا الدماغية ومِن ثمّ الشعور بمزاجٍ جيِّدٍ ورائقٍ.
3- غني بمضادات الأكسدة
إذا لم تَكن مهتمًا بفوائد شاي الماتشا السابقة المتمثّلة في تعزيز قدرات التركيز والاسترخاء، فيسعدنا أن نقول لك إنه غني بمضادات الأكسدة كذلك! نعم، يحتوي شاي الماتشا الياباني على نسب مرتفعة مِن مضادات الأكسدة، بالإضافة إلى فيتامين "ب" وفيتامين "هـ"، ما يعني مقاومة علامات الشيخوخة وبالتالي يمنحنا بشرة أصغر سنًا، لذا لن نتعجّب من وجوده كمكوّن رئيسي داخل مستحضرات التجميل عالية الجودة!
4- يُعزّز المناعة ومضاد للالتهابات
مِن الفوائد الصحية الأخرى لشاي الماتشا الأخضر تعزيز نظام المناعة والحماية من العدوى؛ إذ يُقاوم الالتهابات البكتيرية والفيروسية وبعض الأمراض الأخرى، ما يجعله علاجًا ناجعًا لحبّ الشباب فضلاً عن تهدئة العيون المُجهدة والمُتعبة.
5- فقدان الوزن
يُساعد شاي الماتشا في عملية فقدان الوزن وتقليل السمنة؛ إذ يسهُم في تسريع عملية الأيض وخفض كتلة الدهون في الجسم، تحديدًا دهون تحت الجلد.
6- يقوي عظام الجسم
يَحمي ذلك الشراب "السحري" أيضًا من الإصابة بهشاشة العظام، لأنه يقوّي من عظام الجسم بوجه عام ويُحسّن من كثافتها.
7- تعزيز صحّة الفم والأسنان
يَلعب شاي الماتشا الياباني دورًا مهمًا في الحفاظ على صحّة الفم والأسنان، والتغلّب على رائحة الفم الكريهة؛ إذ يساعد على الحدّ من تراكم البكتيريا التي تلتصق باللثة والأسنان، ما يمنع تسوّس الأسنان والعناية بها.
8- تحسين الخصوبة
انطلاقًا مِن أن تناول شاي الماتشا يعزّز من الصحة العامة للإنسان، فإن ذلك ينعكس بدوره على الخصوبة والصحة الإنجابية عمومًا؛ فعند الإناث تعمل المركّبات الموجودة في الماتشا على تعزيز نضوج البويضات وتحفيز عملية تلقيحها، بينما تُعزّز عند الرجال مِن إنتاج الحيوانات المنوية.
9- خفض معدّلات الكوليسترول
أظهرت الدراسات الحديثة مدى تأثير شاي الماتشا الأخضر على خفض مستويات الكوليسترول الضار في الجسم (LDL)، مع زيادة نسب مستويات الكوليسترول الجيد (HDL).
وإذا ما نحّينا جانبًا الفوائد الصحية المُذهلة لشاي الماتشا، لا يُمكن أن نغفل مدى أهمية هذا الشراب الرائع على موائد الطعام؛ إذ نقوم بإضافته على بعض أنواع المأكولات والمشروبات مثل الفطائر والآيس كريم ومخفوق البروتين، ما يُعزّز من المحتوى الغذائي لهذه الوصفات المفضّلة.
والآن، هل تريد معرفة كيف تُحب "نجلاء" تناول شاي الماتشا المفضّل لديها؟ حسنًا، تقوم بإعداد "لاتيه الماتشا" في المنزل باستخدام حليب نباتي المصدر، عادة حليب الشوفان أو حليب جوز الهند العضوي، مع تحليته بسكر "ستيفيا" بوصفه بديل طبيعي للسكر، مع إضافة القرفة! نعم، نعرف إن الأمر يبدو غريبًا بعض الشيء، لكن جرّبوا هذه الوصفة المُذهلة ولن تندموا أبدًا!